Thursday, May 23, 2013

رفقاً بـ عم صابر

تنقلت بين العديد من الوظائف وقابلت نماذج مختلفة من البشر ولكنني توقفت كثيراً أمام شخصية عم صابر .. هذا الرجل ربما يحمل اسم مختلف ولكن الجوهر واحد والمعاناة واحدة في جميع الأماكن التي مررت بها .. هو رجل كبير في السن دمث الخلق .. من الممكن أن يكون ساعي أو رجل أمن أو حتى موظف ..
ماضيه حافل بالكفاح وكان ذو منصب أو جاه من قبل ولكن الدنيا دارت به كما تدور بنا جميعاً .. وإحتاج إلى دخل ليغطي نفقات أسرته بعد تخطيه سن المعاش أو ربما كان تاجر وقدر الله ألا يستمر في التجارة بسبب خسارة فادحة أو سوء الظروف المحيطة التي نتأثر بها جميعاً .. الشيئ الذي اضطر عم صابر للعمل تحت رحمة إناس لاتعرف الرحمة طريق قلوبهم .. فيسندون له أعمال شاقة لا تتناسب مع سنه ولا المركز الذي كان يشغله .. وقد يطلبون منه الذهاب في مشاوير مرهقة في منتصف نهار شمسه حارقة ..
عم صابر لا خيارات بديلة له إلا الصبر ولا يبغي إلا قوت يومه وإطعام أسرته البسيطة..
عم صابر لم يؤمن أي مستقبل لأولاده ولا يستطيع مساعدتهم في تعليم أو زواج ولا يملك إلا الدعاء لهم ..
عم صابر يبخل عليه صاحب العمل وأغلب الموظفين بالمعاملة الحسنة وحتى بالإبتسامة وبالرغم من ذلك هو لا يبخل على زملاؤه أبداً سواء بالمساعدة أو الإبتسامة وتمني الخير لهم ..
عم صابر لا يفقد الأمل أبداً في مستقبل مشرق ويبدو بشوشاً رغم ما تخفيه عيناه من آلام وهموم ..
نحن كشباب نجد فرص العمل أمامنا قليلة جداً وقد تكون منعدمة ومع ذلك لا نقبل أن يمس أحد كرامتنا ونهم بترك الوظيفة إذا تجرأ أحد وأهاننا من قريب أو من بعيد وربما نطمئن أننا قد نجد العديد من الفرص الأخرى وأن الحياة مازالت أمامنا وهناك متسع من الوقت معنا . ولكن عم صابر تبدو فرصه في التغيير منعدمة ..
قد أكون مقصر في حق عم صابر ولم أقدم له إلا المعاملة الحسنة ولكنني أوصيكم وأصي نفسي بألا نهمل الشخصيات البسيطة في حياتنا وأن ندرك أننا قد تضطرنا الظروف لنكون مكانهم يوماً ما .


No comments:

Post a Comment