رفقاً بـ عم صابر

تنقلت بين العديد من الوظائف وقابلت نماذج مختلفة من البشر ولكنني توقفت كثيراً أمام شخصية عم صابر .. هذا الرجل ربما يحمل اسم مختلف ولكن الجوهر واحد والمعاناة واحدة في جميع الأماكن التي مررت بها .. هو رجل كبير في السن دمث الخلق .. من الممكن أن يكون ساعي أو رجل أمن أو حتى موظف ..

ماضيه حافل بالكفاح وكان ذو منصب أو جاه من قبل ولكن الدنيا دارت به كما تدور بنا جميعاً .. وإحتاج إلى دخل ليغطي نفقات أسرته بعد تخطيه سن المعاش أو ربما كان تاجر وقدر الله ألا يستمر في التجارة بسبب خسارة فادحة أو سوء الظروف المحيطة التي نتأثر بها جميعاً .. الشيئ الذي اضطر عم صابر للعمل تحت رحمة إناس لاتعرف الرحمة طريق قلوبهم .. فيسندون له أعمال شاقة لا تتناسب مع سنه ولا المركز الذي كان يشغله .. وقد يطلبون منه الذهاب في مشاوير مرهقة في منتصف نهار شمسه حارقة ..

عم صابر لا خيارات بديلة له إلا الصبر ولا يبغي إلا قوت يومه وإطعام أسرته البسيطة..

عم صابر لم يؤمن أي مستقبل لأولاده ولا يستطيع مساعدتهم في تعليم أو زواج ولا يملك إلا الدعاء لهم ..

عم صابر يبخل عليه صاحب العمل وأغلب الموظفين بالمعاملة الحسنة وحتى بالإبتسامة وبالرغم من ذلك هو لا يبخل على زملاؤه أبداً سواء بالمساعدة أو الإبتسامة وتمني الخير لهم ..

عم صابر لا يفقد الأمل أبداً في مستقبل مشرق ويبدو بشوشاً رغم ما تخفيه عيناه من آلام وهموم ..

نحن كشباب نجد فرص العمل أمامنا قليلة جداً وقد تكون منعدمة ومع ذلك لا نقبل أن يمس أحد كرامتنا ونهم بترك الوظيفة إذا تجرأ أحد وأهاننا من قريب أو من بعيد وربما نطمئن أننا قد نجد العديد من الفرص الأخرى وأن الحياة مازالت أمامنا وهناك متسع من الوقت معنا . ولكن عم صابر تبدو فرصه في التغيير منعدمة ..

قد أكون مقصر في حق عم صابر ولم أقدم له إلا المعاملة الحسنة ولكنني أوصيكم وأصي نفسي بألا نهمل الشخصيات البسيطة في حياتنا وأن ندرك أننا قد تضطرنا الظروف لنكون مكانهم يوماً ما .

رسالة إلى زوجة المستقبل

لا أعرف حتى الآن من ستكوني وكيف سيكون شكلك طويلة أم قصيرة , بيضاء أم سمراء أم قمحية , رفيعة أم سمينة .. أحب أن أطمئنك أولاً أنني لا أضع أية معايير شكلية فالشخصية هي أهم معايير اختياري ولابد أن تعلمي  بعض الأمور عني حتى تكون الأمور واضحة من البداية ..

لابد أن تعلمي أنني لا أحب المراوح والتكييفات إلا عند الضرورة القصوى فإنني سريع التعرض لنزلات البرد ولذلك عودي نفسك من الآن على الأجواء الإفريقية  .

برج الدلو .. كلمة السر فعندما تقرأي عن برجي في جميع الكتب أو تسمعي تحليل عن رجل الدلو فأول كلمة ستقابلك عن رجل الدلو والتي أجمع عليها علماء الفلك هي أنه رجل غريب الأطوار وهو بالفعل كذلك .. فإذا فكرتي بالارتباط بي فلابد أن تعلمي أنك ستعيشين مع جنون طفل أحيانا وحكمة رجل عجوز أحياناً أخرى.

كلمة روتين هي البعبع القاتل بالنسبة لي فلا تنزعجي من كثرة المفاجآت في حياتنا . ولكن لا تخافي فالمفاجآت هنا أقصد بها المفاجآت السارة ولا يذهب تفكيرك بعيدأ بأنني لا قدر الله سأدخل عليك يوماً بالزوجة الثانية كنوع من المفاجآت السخيفة لست أنا ذلك الرجل بل إنني أرضي بقضاء الله وقدره .

النوم : تقول الأسطورة أن وقت النوم بالنسبة لي ليس كباقي البشر حيث أنني أقدم جميع أنواع العروض الاستعراضية وفقرات السيرك أثناء النوم هذا بالإضافة إلى فقرة الألعاب النزالية كـ الجودو والكاراتية والكيك بوكس . ولذلك يا بنت الحلال لابد قبل خطوة الزواج أن تتعلمي أي رياضة لعمل Self defense  لنفسك . وبعدين أصلاَ أنا مبحبش حد ينام جنبي .

بالنسبة للإتجاهات السياسية والأيديولوجية الفكرية .. الحمد لله أنا عندي مرارة على تحمل جميع أنواع الإتجاهات السياسية ماعدا الإخوان .. بس مش معنى كده أن ألاقيكي بطيخة وآجي أسألك عن تصريحات الفريق عبد الفتاح السيسي تقوليلى مش ده بتاع الأهلي !

الأكل : هناك مقولة معروفة أن الطريق لقلب الرجل معدته .. وأحب أن أبشرك أنني لست هذا الرجل فالطعام عندي وسيلة للحياة ليس أكثر وقد تستطيعين خداعي بسهولة سواء بزيادة الملح أو نقصه أو أي حاجة غريبة . فأنا لا أهتم كثيراً بهذه الأشياء .. العك مسموح ولكن لن أسمح بأن يصل الأمر لا قدر الله إلى تلبك معوي أو يحدث أي مكروه بمعدتي .

النظافة والنظام : شئ مصيري بالنسبة لي .. توقعي حملات أشد شراسة من حملات البلدية  .

أنا أصلاً مبحبش أتكلم عن نفسي كتير وأنتي عاملة ايه دلوقتي .

فضفضة 2

   حاولت أضع نفسي في تصنيف سياسي فلم أجد تصنيفاً سياسياً يلائمني فقبيل الثورة لم أكن حزباً وطنياً ولا أحببت أيمن نور كرمز مبكر للمعارضة ولا انضممت إلى الجمعية الوطنية للتغيير ولا شاركت في الثورة ولم أكن متحمساً لها تماماً ولم أتعاطف يوماً مع الأحزاب المسماة أحزاب ( التيارات الإسلامية ) مع تحفظي الكامل على إلصاق اسم الدين الإسلامي العظيم بحفنة من الأشخاص ذوي المصالح ولا انبهرت يوماً بجبهة الإنقاذ وأعضاءها المبجلين .. ربما كنت ومازلت مؤيد بشدة لشخص الفريق احمد شفيق كشخص له انجازات على أرض الواقع  ولكن لست صاحب اتجاه فلولياً أو عكاشياً (نسبة لتوفيق عكاشة ) .. ولا أعتبر نفسي حزب كنبة لأنني لا أجلس على الكنبة بشكل دائم ربما اتخذ موقعأ آخر سواء  السفرة أو ترابيزة الكمبيوتر أو السرير ... وأخيراً لم أتحمس لفكرة حملة  تمرد ..قد أكون سعيد بشبابها وحماسهم لكن ربما ليس التمرد هو الحل الآن .. ولكن قد يكون الحل في التسامح والمصالحة والعمل وتفعيل القانون .. وفي رحلة البحث عن تصنيف لم أجد أفضل من موقع رئيس جمهورية نفسي

   أحياناً نشعر بأننا نملك مقاليد الأمور في حياتنا وكل شيء على ما يرام ولكن تصفعنا الحياة كل صفعة والأخرى لنفيق من الوهم و نتذكر أن كل شيء بتدابير الله سبحانه وتعالى ونحن لا نملك إلا العمل والجهد والدعاء .

     التردد صفة سيئة أحاول أن أتخلص منها تدريجياً والحمد لله بدأت أن أتخذ قرارات في مواقف ظلت معلقة لفترات طويلة وشعرت براحة كبيرة حيال ذلك وسواء وفقت في هذه القرارات أو لم أوفق فالخبرات المتراكمة هي أهم مكاسبي .. لا تقفوا على حافة المسبح طويلاً لعدم ثقتكم في قدرتكم على السباحة انزلوا الماء رويداً رويداً ممسكين بحافة المسبح وحاولوا فقط الاستمتاع بما تفعلون  وان لم تستهويكم السباحة في هذا المسبح  حاولوا في مسبح آخر .