Monday, May 18, 2015

هكذا يرحل الطيبون

يرحل الطيبون في صمت 

يرحل الطيبون في هدوء ...

يرحل الطيبون بلا صخب ..

إنهم لم يكونوا مزعجين أبدا في حياتهم كما لم يكونوا مزعجين في رحيلهم أيضا

نحن في دار فانية والكل راحلون ولكن يستعجل الطيبون في الرحيل ويتركونا غرباء في هذه الدنيا نبحث عنهم وعن أشباهههم من الطيبون ..

الطيبون أصبحوا عملة نادرة في زمن كثرة فيه الشرور...

لقد كان خبر رحيلك يا صديقي صدمة وفقدانك أدمى القلوب ..

الموت حق ولكن عندما يتعلق الموت بنفس طاهرة طيبة فالأمر قاسي ومنتهى القسوة والألم..

أريد أن أتحدث عنك ولكن كلامي لن يوفيك حقك ولو تحدثت لعام قادم ..

لا أستطيع أن أنسى إبتسامتك ولا يذهب صوتك من على مسامعي وكل موقف جمعنا سويا..

إنسان جميل حقا لم تتفوه بكلمة سيئة ولم ينزعج منك أحد أبدا .. كل الناس يحبونك .. تحب الخير لكل الناس وتبتسم في وجه كل الناس ..

بل العجيب أني لم أراك قط إلا والإبتسامة تعلو وجهك ..

أتذكر حتى عندما ينهزم الفريق الذي تشجعه تظل تبتسم وتتقبل الأمر وتهكمات أصدقائك بكل روح رياضية ...فقط تبتسم ..

عندما كنت تبحث عن عمل مثلنا جميعا تعبت ولكنك لم تفقد الأمل وظللت تبتسم وظللت تضحك وترضى بقضاء الله 

لقد علمتني دروس في الرضا 

فقدت الأب وأنت في أمس الحاجة إليه ولكنك رضيت ودعيت له بالرحمة وظللت تحيا وتبتسم وتحاول وتعمل .

حتى في محنة مرضك الأخيرة ظللت ترضى وتبتسم وتتابع الأخبار بكل هدوء...

أشهد الله أنني أحببتك من كل قلبي وحزني عل رحيلك يعتصر قلبي .

عزائي الوحيد أنك في مكان أفضل من هذه الدنيا .

رحمك الله يا صديقي وأدعو الله أن يجمعنا بك في الجنة إن شاء الله .
حزين على فراقك وأسف على أي تقصير قصرته في حقك .. وهكذا دائما يرحل الطيبون أولا 

Saturday, February 28, 2015

التشويش

    

 ربما بحثت عن كلمة أوصف بها حالتي هذه الأيام .. لم أجد أفضل من كلمة (التشويش).. فأفكاري ومشاعري مشوشة إلى أبعد مدى .. قد يكون ذلك بسبب أنني مستمع ومستقبل جيد لمن حولي .. فذلك جعلني أصل لهذه الحالة من التشويش ... وليس معنى ذلك أنني أتأثر بآراء من حولي .. لا بالعكس فشخصيتي تتحول للعند بطريقة رهيبة إذا ما شعرت أن هناك من يريد التحكم في إتجاهاتي ومشاعري وإختياراتي وآرائي ومستقبلي .. أنا أحب أن أرسم طريقي بنفسي ولا أحب أن يخطط لي  الأخرون ولا أحب أن يتدخل أحد في شئوني الشخصية إلا إذا سمحت له بذلك .... وربما جاء هذا التشويش من كثرة الرسائل والنصائح التي ترسل لي من المحيطين بي فجعلني هذا مثل جهاز إستقبال ( هنج ) من كثرة ما تم تحميله عليه .
      وبما أنني أصبحت مثل الأجهزة ( المهنجة ) قررت أن أفصلني قليلاً ولا أقوم بتشغيل أية برامج جديدة على السوفت وير الخاص بي ... وبالتالي تأجيل أي قرارات مصيرية حتى أعيد تشغيل برامجي وأعود قادراً على تقييم الأمور بشكل سليم . 
     وسط هذا التشويش يرسل لنا الله سبحانه وتعالى بعض الشخصيات تضيئ لنا الطريق وربما لا يعطوننا إجابات لأسئلتنا أو حلول لمشاكلنا ولكن مجرد وجودهم بجانبنا يشعرنا أن الدنيا لسة بخير وأن هناك الكثير من الخير والسعادة لا يزالوا موجودين في هذه الحياة .
     وأياً كانت حالتنا ومشاعرنا هناك بعض الشخصيات عندما نقابلها ونقترب منها تخرج أفضل ما فينا .. وعلى النقيض تماماً هناك شخصيات نقابلها ونقترب منها فتخرج أسوأ ما فينا وتنبش في مشاعرنا السلبية .... 
     احرصوا دائماً على الإقتراب من الشخصيات الإيجابية التي تخرج أفضل ما فينا والإبتعاد كل الإبتعاد عن الشخصيات السلبية التي تشعرنا بالسواد وسوء المستقبل .