Tuesday, February 21, 2012

الحب المجرد فى زمن العداوة

 فى زمن أصبحت فيه العداوة والشماتة وانعدام الأخلاق واصطياد الأخطاء وغياب التسامح هى السمات الأكثر وضوحاً أبحث عن الحب فى الله....الحب المجرد ...الحب لمجرد الحب ....الحب بدون انتظار أى مقابل.......الحب المستمر .....الحب الذى لا يتأثر بعوامل الزمن ربما الاخلاص فى الحب اصبح نادراً ومن يبحث عنه كأنما يبحث عن ابرة فى شعر رأس النائب عمرو حمزاوى او كأنما يبحث عن أغنية لأم كلثوم فى قناة التت ...
وبما اننى كان عندى شعور مبكر بندرة الاخلاص فى الحب فكان قرارى مبكر أيضاً فى ان اخلص فى حبى للناس مهما كان رد الفعل وأن أتخذه مبدأ لا أغيره قط وأن أحب من يحبنى وأحترم من يعاملنى باحترام مهما كان ابيض اسود مسلم مسيحى اهلاوى اسمعلاوى زملكاوى 
وبدأ مشوار الاخلاص فى الحب مبكرا حيث أخلصت للمدرسين فى مدرستى حيث وصفنى أحدهم من شدة اخلاصى ووفائى له.. عندما استمريت معه 6 سنوات متتالية يدرس لى مادة الرياضيات فى دروس خصوصية من اولى اعدادى حتى ثالثة ثانوى ..قائلا انت تذكرنى بالكلاب فى وفائهم حيث لم اتركه قط كما فعل الكثير من زملائى واتجهوا للمدرسين الاكثر صيتاً وشهرة وعلى قدر صعوبة التشبيه الا انه اسعدنى ان يقدر أحدهم وفائى له واعتبرت ان هذه هى الثمرة الاولى فى مشوار الاخلاص فى الحب والاحترام .
وتوالت المواقف وصراعات الحياة وفى كل مرة أحاول أن أحافظ على مبدأى ولا أترك المجال للحقد والكراهية أن تدخل حياتى وأن التمس العذر لكل شخص حبيته وسبب لى مكروها وتلك الخصلة وضعتنى دائما فى وضع المعارضة دائما حيث ارفض رفضا تاما الانسياق فى رأى الجماعة مادام يخالف مبدأى سواء داخل العائلة عندما يتخاصمون مع احد الاقارب الذى اخطأ فى حقهم فأرفض رفضاً تاماً خصامه مادام لم يمسنى بسوء واستمر أحبه لمجرد انه احد اقاربى وبيننا صلة رحم مهما كان ندلا ولكن أحبه .هكذا غُرس الاخلاص فيا
وايضا على نطاق النادى تعاقب علينا فى فريق الكرة الطائرة اكثر من مدرب فبعد أن وصلنا لخبرة فى تلك اللعبة تُمكننا من الحكم على شخصية وكفاءة المدرب كان المدرب الضعيف يلاقى تخاذل كبير من زملائى فى الفريق واستهجان وسخرية وعدم تنفيذ لأوامره بشكل دقيق ولكن وفقا لقرارى بالاخلاص فى الحب والاحترام كنت أحترمه وأنفذ تعليماته حرفيا مما يضعنى فى موقف محرج واتهام زملائى بأنى أحاول كسب رضاء المدرب على حسابهم حتى احجز مكان أساسى فى تشكيل الفريق ...
وعلى مستوى الرأى العام تعاطفت مع الكثير من الشخصيات العامة من رياضيين وسياسيين وفنانين فعلى سبيل المثال فى الرياضة احببت حسام وابراهيم حسن بشكل كبير لما يمثلاه من قيمة كبيرة وبما واجهاه من صعوبات وتحديات فى حياتهم وعبروها بنجاح واصرار وعندما حدثت مشادة كبيرة بينهم وبين جمهور بورسعيد وجدت غالبية الناس تحولت من حبهم الى كرههم بطريقة مفزعة ولكن كنت اواجه اى شخص يسبهم واصر على استمرار حبى لهم لما قدماه لنا ولما قدماه لمصر وسبحان الله فى ازمة بورسعيد والنادى المصرى حاليا قاموا بموقف رجولى جعل جميع من شتمهم يضرب بهم الان المثل فى الإخلاص والتفانى فى الحب
واللاعب البورسعيدى محمد زيدان تعرض فى الآونة الاخيرة لحملة تشويه منقطعة النظير ولكنها لم تؤثر فى نظرتى اليه لأننى اعتقد انه قدم لمصر ما يغفر له اى خطأ ولا يمكن بأى حال من الاحوال مسح تاريخه كله لمجرد سعادته بهدف احرزه وأنا أنظر اليه على انه خير سفير لمصر والعرب فى بلاد الألمان..
والساحة السياسية والاجتماعية مليئة باشخاص أحبهم حب كبير وأرى ان الناس تنساق للإنقلاب على هذه الشخصيات وتشويه صورتهم ومحاولة القضاء عليهم بالرغم من ان تاريخ هذه الشخصيات ملئ بالنجاحات وملئ بتشريف مصر فى المحافل المختلفة واذكركم ببعض الشخصيات التى تعرضت للتشويه ولكنى مازلت اكن لهم الحب والاحترام مهما تعرضوا لتشويه : (الاستاذ مصطفى بكرى - الفريق احمد شفيق - مهندس نجيب ساويرس -الدكتور كمال الجنزورى) وشخصيات اخرى تعرضت للتشويه ولكنى لا استطيع أن أغفل عن التاريخ المشرف لكل من هذه الشخصيات 
وعلى المستوى الفنى بحب احمد الفيشاوى رغم تعرضه للتشويه من خلال إبراز جوانب سيئة من حياته الشخصية ولكنى اعتقد ان حياته الشخصية مسألة علاقه بينه وبين ربه لا علاقة لنا بها ولكن ما يعنينى هو تقديمه لفن جميل واداء عمله على مايرام..
ربما أوحى عنوان هذه المقالة بالحب العاطفى بين الرجل والمرأة ولكننى تعمدت ان أتحدث عن الحب والاحترام كمبدأ وبمفهوم أشمل وأوسع لأن الحب العاطفى الى حد كبير تتشابه نهاياته التى تتوقف اغلبها بانها تتلاشى شيئاً ف شيئاً بمشكلات الحياه اليومية والماديات
ولكن الحب المجرد لايتأثر بأى عوامل خارجية وانما يظل راسخا ويمنع صاحبه من الانسياق مع القطيع او الانزلاق فى فخ الغل والعنف والكراهية.