Tuesday, December 2, 2014

حكمة عم مصباح

أؤمن دائما أن كل موقف أو شخص نقابله في مسيرة حياتنا له دور وقد وضعه الله تعالى في طريقنا لسبب وحكمة يعلمها الله سبحانه وتعالى وقد نكتشف هذه الحكمة بعد أيام أو شهور أو حتى بعد سنوات عديدة .. بالضبط مثل الدراما التليفزيونية فكل شخصية مهما عظم أو قل دورها لابد أن تخدم السياق الدرامي وقد تكون شخصية ذات دور صغير جداً ولكنها نقطة التحول الرئيسية في أحداث القصة الدرامية .
  عم مصباح رجل بسيط تعليمه متوسط يمتلك من القناعة والرضا قدراً عظيماً لم أشاهد مثله قط .. وأيضا يمتلك الكثير من حس الفكاهة .. يعمل ترزي وتلك هي مهنته التي يعتمد عليها اعتماد كلي .. كان محله بجانب عملي السابق وكنا نلتقي يوميا ونتبادل الآراء السياسية والإجتماعية المختلفة .. قال لي ذات مرة أريد أن أخبرك واحدة من أعظم الحكم التي علمتني إياها الحياة .. فقلت له ما أحوج أن أسمع هذه الحكمة فقال لي : (على مدار عمرك وما يمر بك من أحداث أو أشخاص .. لا تعطي أمراً من الأمور قدراً أعلى من قدره ) .
فقلت له : كيف ؟
فقال لي : أن الحياة مقسمة إلى عدة أقسام حياة اجتماعية وحياة روحية وحياة عاطفية وحياة عملية وحياة صحية وحياة علمية ... إلخ
وأيضا الأشخاص في حياتك كذلك هناك دائرة مقربة منك مثل الأم والأب والأخوة والزوجة والأبناء والأقارب وهناك دوائر أوسع مثل الأصدقاء وزملاء العمل والجيران والمعارف وهكذا ...
فلا تعطي أياً من أطراف المعادلة في حياتك الإهتمام الأكبر والمبالغ فيه على حساب إنهيار باقي أطراف المعادلة .. وذلك ما يخلق التوازن والطمأنينة والهدوء النفسي في حياتنا .
الله يمسيك بالخير يا عم مصباح ... كل يوم أتأكد من صحة هذه الحكمة .. لابد بالفعل من التحري والتدقيق دائماً أننا نعطي كل أمر من أمور حياتنا القدر المناسب له وألا يطغى أي أمر من الأمور مهما كان على باقي أمور حياتنا حتى نحيا حياة صحية متوازنة بلا أي خلل .

No comments:

Post a Comment